إدمان الألعاب: علاماته وأعراضه وعلاجه
محتوى المقال
  • ما إدمان الألعاب؟
  • ما أسبابه؟
  • ما آثاره؟
  • ما علاماته وأعراضه؟
  • كيف تتغلب عليه؟
  • ما عوامل خطره؟
  • كيف تعالجه؟
  • لماذا الألعاب تسبب الإدمان؟
  • متى تكون الاستشارة حول إدمان الألعاب ضرورية؟
  • ما أعراض الانسحاب من إدمان الألعاب؟
  • هل يمكن أن يسبب إدمان الألعاب الاكتئاب؟
  • كيف تؤثر الألعاب على الشباب؟

إدمان الألعاب عادة لا يمكن السيطرة عليها تتمثل في ممارسة ألعاب الفيديو التي تتداخل مع العديد من مجالات الحياة. 

تشمل أعراض إدمان الألعاب الانشغال باللعب وزيادة التهيج عند عدم القدرة على لعب إحدى الألعاب، والتعب الشديد بسبب قلة النوم، وقضاء فترات متزايدة من الوقت في ممارسة الألعاب والاعتزال عن العائلة والأصدقاء.

كما تشمل أسباب إدمان الألعاب تصميم اللعبة الذي يسبب الإدمان والرغبة القوية في الهروب، والحاجة إلى موافقة المجتمع ومشكلات الصحة العقلية الأساسية. 

وفي نفس السياق تشمل آثار إدمان الألعاب الحرمان من النوم وعادات الأكل السيئة، ونقص المهارات الاجتماعية والعلاقات الشخصية التالفة والضائقة المالية. وقد تؤدي هذه المخاطر الجسيمة إلى تداعيات خطيرة إذا لم تُعالج على الفور.

ما إدمان الألعاب؟

يشير إدمان الألعاب إلى هوس لا يمكن السيطرة عليه بالألعاب إلى الحد الذي يهيمن فيه على حياة الفرد على حساب المسؤوليات المهمة والعلاقات الشخصية والاهتمامات الحياتية على الرغم من تداعياته الصحية الخطرة، الجسدية والعقلية على السواء. 

تُعرّف المراجعة الحادية عشرة لمنظمة الصحة العالمية للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) إدمان الألعاب بأنه: سلسلة من أنماط السلوك الخطرة التي تسبب مشكلات ملحوظة في الجوانب الشخصية أو العلاقاتية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من جوانب الحياة المهمة.

ما أسباب إدمان الألعاب؟ 

أسباب إدمان الألعاب التي يمكن أن تفسّر تطور الإدمان على الألعاب مذكورة أدناه:

العوامل البيولوجية: العوامل البيولوجية التي تساهم في إدمان الألعاب تنطوي على تغييرات هيكلية في الدماغ. صُممت ألعاب الڤيديو لخلق تجارب غامرة للاعبين. 

ففي ورقة مراجعة نشرت في علوم الدماغ من قبل الدكتورة "داريا ج. كوس" والدكتور "مارك د. غريفيث" من وحدة أبحاث الألعاب الدولية بجامعة نوتنغهام ترينت،استكشفت علم الأعصاب المختلف وراء إدمان الألعاب، بما في ذلك كيفية استجابة الدماغ لمستويات عالية من التعرض.

تبين أن المستويات القوية من الانغماس في ألعاب الفيديو تؤدي إلى إفراز كميات عالية من الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى تقليل الدماغ للمستقبلات ومواجهة زيادة إفراز الدوبامين، مما يجعل الدماغ أقل حساسية للدوبامين. ثم يراود الشخص رغبة قوية في البحث عن نفس النشاط الممتع مرارًا وتكرارًا.

 العوامل النفسية: الأسباب النفسية وراء إدمان الألعاب هي رغبات للهروب واضطرابات الصحة العقلية الأساسية. والتي أكدتها "جين ليانغ وانغ" والمؤلفون من جامعة ساوثويست وكلية تشونغتشينغ للشباب والتقنية المهنية في الصين في عام 2019 في أبحاث الصحة العامة أن إدمان ألعاب الإنترنت يرتبط بالمشكلات المعرفية والعاطفية.

وقد يتغذى استهلاك ألعاب الفيديو من خلال دوافع للهروب من مشكلات الحياة الواقعية، واستخدام الألعاب كاستراتيجية للإلهاء و التجنب. فالأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب؛ يميلون أيضًا إلى استخدام الألعاب كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية.

العوامل الاجتماعية: العوامل الاجتماعية يقصد بها الإشباع الفوري والحاجة إلى الموافقة الاجتماعية. 

وفقا لورقة نُشرت عام 2023 في المجلة الآسيوية للصحة الاجتماعية والسلوك من قبل علماء النفس "فيلزا كاكول" و"سارة جافيد" من جامعة أليغار المسلمة في الهند، العوامل الاجتماعية مثل الانتماء والهروب والتحفيز من خلال الرغبة في الإنجاز والاعتراف، والمعايير الاجتماعية والتوقعات تسهم في تطوير إدمان الألعاب. كما توفر ألعاب الفيديو الإشباع والتعليقات الفورية التي قد يكون من الصعب تحقيقها في الحياة الواقعية. ونتيجة لذلك؛ قد يفضل الناس الألعاب لتعزيز احترام الذات والبحث عن الإشباع الاجتماعي.

تساهم التفاعلات الاجتماعية في ألعاب الفيديو -أيضًا- في إدمان الألعاب من خلال إحداث شعور بالانتماء الذي أُنشئ في العالم الافتراضي، والذي يشجع السعي على الروابط الاجتماعية داخل اللعبة.

ما آثار إدمان الألعاب؟ 

فيما يلي آثار إدمان الألعاب التي يمكن أن يكون لها عواقب سلبية خطيرة: 

- الآثار الجسدية: 

تشمل الآثار الجسدية الأكثر شيوعًا لإدمان الألعاب:

اضطرابات النوم والصداع.

أسلوب حياة غير مستقر.

إصابات اليد والمعصم.

في ورقة نشرت عام 2022 في مجلات الطب والجراحة من قبل أساتذة مختلفين من ثماني مؤسسات في باكستان والمملكة المتحدة والسويد وتايوان، وجد البحث أن إدمان الألعاب يُتلف جودة النوم إلى حد بالغ، ويزيد اضطرابات النوم ويقلل مدته، ويزيد الاختلال الوظيفي أثناء النهار.

- الآثار العاطفية:

إدمان الألعاب يمكن أن يؤثر سلبًا على الرفاهية العاطفية، مثل زيادة الصعوبات العاطفية، وعدم القدرة على التعامل مع المشاعر المؤلمة والوحدة.

كما ارتبطت اضطرابات إدمان الألعاب بتجارب العزلة الاجتماعية، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2018 ونشرت في المجلة الإيرانية للصحة العامة من قبل "هولا كوك إرين" و"أوزليم أورسال" من جامعة إسكيشير أوسمانجازي في تركيا: أن الشعور بالوحدة يزداد مع تطور إدمان الألعاب، وقد يتسبب عدم وجود اتصالات في الحياة الواقعية إلى أن ترهق المشاعر السلبية مدمن الألعاب بسهولة، وتجعله غير قادر على مجابهة المشاعر الصعبة.

- الآثار العقلية:

قد يؤثر فرط الحركة والتحفيز الناجم عن ألعاب الفيديو سلبًا على الوظائف المعرفية. الدكتور "يوسف فارتشا خاند" من جامعة كاسليك في لبنان والمؤلفون المشاركون من مؤسسات مختلفة في لبنان وقبرص نشروا دراسة عن الطب النفسي للأطفال والمراهقين والصحة العقلية حول الذاكرة والاهتمام والمهارات التعليمية لدى الأطفال اللبنانيين، وذكرت الدراسة أن إدمان ألعاب الفيديو مرتبط بتدهور الذاكرة وعجز الانتباه ومشكلات التركيز، وقد يجد مدمنوا الألعاب مواقف واقعية أقل تحفيزًا وإمتاعًا من البيئة الافتراضية، مما يؤدي إلى فقدان الاهتمام والتحفيز للمهام التي تتطلب المزيد من الجهد المعرفي والتركيز.

- الآثار النفسية:

يرتبط الإدمان المفرط على الألعاب بالعديد من الآثار النفسية، ففي ورقة نُشرت في المجلة الدولية للصحة العقلية والإدمان عام 2023، أكد مساعد الباحث "أليكان كايا" من جامعة أغري إبراهيم جيسين في تركيا وزملاؤه من مختلف الجامعات في تركيا والمملكة المتحدة على الآثار النفسية لإدمان الألعاب الذي يشمل زيادة القلق والاكتئاب وتقلب المزاج والتهيج وفقدان الذات، وقد تؤدي مشكلات العلاقة بسبب إدمان الألعاب -أيضًا- إلى تفاقم مشكلات الصحة العقلية الحالية، وعلى العكس من ذلك، فإن الأفراد الذين يعانون من أمراض عقلية مرَضية قد يشاركون في سلوكيات الإدمان حول الألعاب للتعامل مع المشاعر الصعبة.

- الآثار قصيرة الأجل: 

تشمل التأثيرات قصيرة الأجل لإدمان الألعاب الجوع وإهمال النظافة الشخصية السيئة، والتعب وإجهاد العين وتفويت التجمعات العائلية والمناسبات الاجتماعية مع الأصدقاء. على الرغم من أن هذه الآثار تميل إلى أن تكون فورية للاضطراب؛ إلا أنها بمجرد أن تصبح نمطًا لفترة طويلة قد تتطور إلى عواقب أكثر خطورة.

- الآثار طويلة الأجل:

قد تؤثر الآثار طويلة الأجل لإدمان الألعاب باستفحال على مجالات مختلفة من الحياة، قد تكون الآثار طويلة الأجل لإدمان الألعاب مدمرة، بما في ذلك الإفلاس المالي والبطالة، والطرد من المؤسسات الأكاديمية، وزيادة العدوان أو العنف. كما يمكن أن يسبب الاضطراب -أيضًا- مخاطر صحية خطيرة، كمرض السكري ومشكلات القلب ومشكلات الجهاز التنفسي بسبب انخفاض مستويات النشاط البدني المرتبط بألعاب الفيديو.

ما علامات وأعراض إدمان الألعاب؟

فيما يلي بعض علامات وأعراض إدمان الألعاب التي تشير إلى أن الألعاب أضحت مشكلة جسيمة:

- الانشغال بالألعاب:

يعد الانشغال المفرط بالألعاب وترقب جلسات الألعاب التالية من بين العلامات التحذيرية الأولية لإدمان الألعاب، هذا الترقب والانشغال يصرف الفرد عن الأنشطة الأكثر أهمية في الحياة اليومية.

- التعب والإرهاق بسبب قلة النوم:

من الشائع بالنسبة لمدمني ألعاب الفيديو أن يخاطروا بالنوم خلال ساعات أطول من اللعب، وهذا يؤدي إلى التعب ونقص الطاقة بسبب الحرمان من النوم. 

- الحاجة إلى قضاء كميات متزايدة من الوقت في الألعاب:

 عندما يطور الفرد القدرة على التحمل من الإفراط في إطلاق الدوبامين والتعرض له، فقد يشعر بالحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت منخرطًا في ألعاب الفيديو لتحقيق نفس المستوى من الأحاسيس الممتعة والمجزية التي عاشها في البداية. 

- العزلة عن العائلة أو الأصدقاء لأجل الألعاب: 

قد ينفصل الأفراد الذين يعانون من إدمان الألعاب عن العائلة والأصدقاء لأن الألعاب تشغل قدرًا كبيرًا من وقتهم واهتمامهم.

- التهيج عند عدم القدرة على ممارسة إحدى الألعاب: 

قد تظهر على الشخص الذي يعاني من إدمان الألعاب علامات التهيج والقلق في غياب أنشطة ألعاب الفيديو، حتى لفترات قصيرة من الوقت.

- الكذب على الآخرين فيما يتعلق بمقدار الوقت الذي يقضيه في اللعب: 

قد يشعر مدمن الألعاب بالذنب والخجل من الوقت الزائد الذي يقضيه في أنشطة الألعاب، مما يؤدي إلى عواقب الكذب لإخفاء الألعاب عن العائلة والأصدقاء. 

- إهمال المسؤوليات في المنزل أو العمل أو المدرسة:

 قد يؤدي ضعف التحكم في سلوك الألعاب إلى تجاهل المسؤوليات العائلية والمهنية أو التعليمية، الأمر الذي قد يكون له تداعيات سلبية على الأداء الأكاديمي والعملي الضعيف، وقد يؤدي في النهاية إلى الطرد أو فقدان الوظيفة.

تشمل الأعراض المحتملة الأخرى لإدمان الألعاب ما يلي:

 - تدهور النظافة الشخصية، وهو ما قد يكون علامة على إهمال الذات. 

- فقدان الاهتمام بالأنشطة غير المتعلقة بالألعاب أو الهوايات التي كان يتمتع بها سابقًا.

- وجود عدة محاولات فاشلة للحد من المشاركة في ألعاب الفيديو.

- استخدام ألعاب الفيديو للتخلص من المشاعر والحالات المزاجية السلبية.

- اللعب رغم التأثيرات السلبية الواضحة على الأداء الجسدي والنفسي.

كيف تتغلب على إدمان الألعاب؟

يمكن التغلب على إدمان الألعاب من خلال الاعتراف بالمشكلة، وتحديد المحفزات وأنماط السلوك التي تسبب الإدمان، والعمل على معالجة المشكلة.

قد يكون تحديد وقت اللعب لمدة ساعتين على الأكثر كل يوم خطوة أولى لتنظيم وقت اللعب أمام الشاشة، وذلك عن طريق إنشاء مؤقت على الهاتف المحمول أو الأجهزة الأخرى.

يعد اكتشاف الأنشطة الترفيهية الأخرى -كشكل من أشكال الإلهاء- مفيدًا -أيضًا- في الحد من إدمان الألعاب. 

تتمثل إحدى الخطوات المهمة في: وضع حدود زمنية صارمة لأي جلسة ألعاب معينة، واستخدام التدخلات التي لا تتضمن وقت شاشة الجهاز. 

إن وضع حدود زمنية محددة للعب اليومي يمكن أن يمنع الفرد من تطوير سلوكيات غير قادرة على التكيف. 

غالبًا ما تُستخدم الألعاب كوسيلة للهروب من المواقف العصيبة في الحياة الواقعية، لذا فمن الضروري تطوير استراتيجيات تأقلم أكثر صحة عندما يغمرك التوتر من خلال اكتشاف الأنشطة المُرضية خارج نطاق الألعاب والمشاركة فيها. يعد إنشاء روتين أكثر صحة مفيدًا لمنع الألعاب كآلية للتعامل مع المواقف العصيبة. 

قد يكون التغلب على إدمان الألعاب عملية صعبة، وقد يتطلب إدمان الألعاب الشديد تدخلات طبية ونفسية بمساعدة متخصصين موثوقين.

ما عوامل الخطر لإدمان الألعاب؟ 

عوامل الخطر لإدمان الألعاب التي تؤثر على خطر إدمان الفرد لألعاب الفيديو مذكورة أدناه:

كون اللاعب ذكرًا: الذكور أكثر عرضة للإصابة بإدمان الألعاب. وفقًا لورقة بحثية نُشرت عام 2020 في BJpsych Advances بواسطة فريق من الباحثين من جامعات مختلفة في المملكة المتحدة والهند: يرتبط خطر الإصابة بإدمان الألعاب ارتباطًا وثيقًا بزيادة عدد الذكور الذين يشاركون في أنشطة الألعاب مقارنة بالإناث.

إظهار سلوكيات عدوانية: هناك علاقة بين إدمان الألعاب والعدوانية، في مقال بحثي نُشر عام 2023 في مجلة Frontiers in Public Health، أكد شونيو لي وزملاؤه من جامعة شينجيانغ العادية وجامعات أخرى في الصين أن التعرض للقتال والمنافسة والعنف في معظم الألعاب عبر الإنترنت؛ يعزز الميول العنيفة والعدوانية ويزيد من خطر إدمان الألعاب، وخاصة بالنسبة للأفراد الذين يظهرون العدوان.

الاندفاع المختل وظيفيًا: يعد الاندفاع المختل وظيفيًا أحد عوامل خطر الإدمان على المواد والإدمان السلوكي، أكدت دراسة نشرت عام 2016 في علم النفس السيبراني بمجلة البحوث النفسية الاجتماعية حول الفضاء الإلكتروني من قبل باحثين من جامعة مازاريك في جمهورية التشيك أن: الأفراد الذين يعانون من مستويات عالية من الاندفاع المختل وظيفيًا؛ يميلون إلى التصرف بسرعة دون النظر إلى عواقب أفعالهم. على سبيل المثال، يفاقم الأفراد الذين يعانون من إدمان الألعاب من مشاكلهم الصحية الموجودة من خلال ممارسة ألعاب الفيديو لفترات طويلة على الرغم من مرضهم.

الافتقار إلى المهارات الاجتماعية: يمكن أن يؤثر إدمان الألعاب سلبًا على الكفاءة الاجتماعية للفرد، مما يؤثر على جودة وكمية المهارات الاجتماعية، فكلما زاد إدمان الألعاب؛ ضعفت المهارات الاجتماعية.

سوء التنظيم العاطفي: غالبًا ما يظهر الأشخاص ذوو القدرة المحدودة على تنظيم العواطف ردود أفعال غير مناسبة تجاه الظروف الصعبة، وقد يستخدمون الألعاب للهروب من المشاعر السلبية.

كيف تعالج إدمان الألعاب:

يعالج إدمان الألعاب باستخدام أساليب علاجية مختلفة مثل: الاستشارة والعلاج النفسي وبرامج الـ 12 خطوة والأدوية، وتعتبر الاستشارة الفردية والعائلية مفيدة في علاج إدمان الألعاب.

يمكن للجلسات الفردية مع الناصح أن تساعد المرضى على تحديد أهداف يمكن تحقيقها للتغلب على إدمانهم، بينما يساعد العلاج الأسري في خلق بيئة داعمة، وهي جزء لا يتجزأ من التعافي.

يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) طريقة مفيدة أخرى لعلاج إدمان الألعاب، وهو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يسعى إلى معالجة الدوافع الأساسية المرتبطة بدورة استخدام ألعاب الفيديو الإشكالية. فوفقًا لورقة بحثية نُشرت عام 2020 في مجلة Frontiers in Psychology للدكتور لوسيو جروس وزملائه من جامعة فورينترس في بلجيكا وجامعة ماستريخت في هولندا: فإن العلاج السلوكي المعرفي يساعد على تقليل التعلق والركون إلى الألعاب للهروب من المشاعر السلبية أو المشاكل من خلال السماح للفرد بالتمييز بين السعادة والشعور بالارتياح.

ومن ناحية أخرى، فإن البرامج المكونة من 12 خطوة مثل مدمنوا ألعاب الحاسوب المتستر على هويتهم ولاعبون على الإنترنت المتستر على هويتهم؛ توفر مساحة آمنة للتعافي للمدمنين، وتتكون هذه البرامج من مجموعات من الأقران الذين يحضرون اجتماعات منتظمة يقودها مسار عمل للمساعدة في علاج إدمان ألعاب الفيديو.

مدمنوا الألعاب الذين شُخصوا بإصابتهم باضطرابات نفسية متزامنة مثل: القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب؛ قد يستفيدون من تناول مضادات الاكتئاب وأدوية القلق. وهذا يسمح بالتعافي الشامل الذي يوفر رعاية متوازنة لتلبية احتياجات الفرد.

لماذا تسبب الألعاب الإدمان؟

الألعاب تسبب الإدمان لأنها تحفز الدماغ مثل غيرها من المواد أو السلوكيات المسببة للإدمان، ووفقًا لنفس الورقة التي أعدها الدكتور لوسيو جروس وزملاؤه من جامعة ليبردي بروكسل في بلجيكا وجامعة ماستريخت في هولندا: يؤدي فرط الإثارة من ألعاب الفيديو إلى إطلاق كميات كبيرة من الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ، وهو المسؤول عن معالجة المكافأة والرغبة الشديدة في الدماغ. إن إطلاق الدوبامين أثناء اللعب يمكن مقارنته بتأثيرات الأدوية المنشطة النفسية في الدماغ.

يشير مفهوم اللعب إلى ممارسة ألعاب الفيديو باستخدام جهاز ألعاب (كالبلايستيشن) أو الهاتف المحمول أو الحاسوب. كما أنه يخدم أغراضًا مختلفة للاعبين. يمكن استخدام الألعاب للاستمتاع والاسترخاء والتواصل الاجتماعي والتغلب على الملل، وحتى لاستخدامات الرعاية الصحية مثل: إدارة الألم والعلاج المهني.

عند اللعب باعتدال؛ يمكن أن تكون ألعاب الفيديو مفيدة لبعض الأشخاص، تشمل مزايا الألعاب مهارات أفضل في حل المشكلات وزيادة التنسيق بين اليد والعين والاهتمام بشكل أفضل بالتفاصيل وتحسين مهارات العمل الجماعي. ومع ذلك، إذا تطورت الألعاب إلى إدمان كامل، فإن التداعيات قد تفوق الآثار الإيجابية لهذا النشاط.

الاستخدام المفرط لألعاب الفيديو له العديد من العيوب، بما في ذلك زيادة العدوان ونقص التركيز وقصر فترات الاهتمام وضعف المهارات الاجتماعية ومخاطر الصحة البدنية وخطر الإدمان.

تصميم الألعاب عامل آخر يجعلها إدمانية. يصمم مطوروا ألعاب الفيديو الألعاب مع وضع اللاعب في الاعتبار، ويبحثون باستمرار عن طرق تجعل إبداعاتهم مثيرة للاهتمام جوهريًا. على سبيل المثال، تقدم العديد من الألعاب عوامل جذب مختلفة مثل: الرسومات المحفزة وآليات اللعبة الجيدة والخيارات المثيرة للاهتمام.

متى تكون الاستشارة حول إدمان الألعاب ضرورية؟

تعتبر الاستشارة حول إدمان الألعاب ضرورية عندما تتعارض ممارسة الألعاب المفرطة مع الأداء الطبيعي، وتعرض جوانب مختلفة من الحياة للخطر. تعتبر الاستشارة ضرورية -أيضًا- لتثقيف الأفراد الذين يعانون من إدمان الألعاب حول حالتهم، وتزويدهم بدعم عاطفي عالي الجودة خلال فترة التعافي الحرجة.

يمكن -أيضًا- إجراء العلاج في مجموعات أو مع أفراد الأسرة. يتكون العلاج الجماعي من مجموعات من الأقران يمكن لمدمن الألعاب أن يناقش معهم مخاوفه ويتلقى النصائح والتعليقات، وفي الوقت نفسه تساعد الاستشارة الأسرية أفراد الأسرة على إيجاد طرق جديدة للعمل معًا من أجل التعافي الصحي لأحد أفراد الأسرة، وكذلك معالجة المشكلات التي أثرت على أداء تلك الأسرة.

ما أعراض الانسحاب من إدمان الألعاب؟

تشمل أعراض الانسحاب من إدمان الألعاب القلق وزيادة التهيج والصداع والأرق والسلوكيات العدوانية والانفجارات العاطفية. يمكن أن تظهر أعراض الانسحاب جسديًا ونفسيًا عند الامتناع عن اللعب أو عند تقليل وقت اللعب على مدى فترات طويلة من الزمن.

هل يمكن لإدمان الألعاب أن يسبب الاكتئاب؟

نعم، إدمان الألعاب يمكن أن يسبب الاكتئاب. تُظهر الأدلة وجود علاقة قوية بين الألعاب والاكتئاب، حيث أن الإفراط في استخدام ألعاب الفيديو هو سبب ونتيجة للاكتئاب.

كعامل خطر، يمكن أن يساهم إدمان الألعاب في الشعور بالاكتئاب بسبب طبيعته العازفة عن المجتمع، حيث ينغمس الأفراد في العالم الافتراضي، مما يعرقل قدرتهم على التواصل الاجتماعي وتكوين صداقات حقيقية.

يمكن أن تؤدي الألعاب القهرية -أيضًا- إلى تفاقم الاضطرابات النفسية المرَضية مثل: القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي.

قد يؤدي الاكتئاب الموجود مسبقًا بين الأفراد إلى إدمان الألعاب، فيما قد يلجأ الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب إلى الألعاب كآلية تكيف للتعامل مع الاكتئاب.

كيف تؤثر الألعاب على الشباب؟

تؤثر الألعاب على الشباب من خلال التسبب في تفاقم عدد كبير من المشاكل الصحية والبدنية والعقلية. كان التعرض المزمن لألعاب الفيديو مصدر قلق طويل بين الآباء والخبراء، فالدراسات الحالية التي كشفت عن آثارها السلبية دليل على الخلافات المحيطة بالنشاط الإدماني.

و من بين الآثار السلبية العديدة للألعاب على الشباب: ضعف المهارات الاجتماعية، وضعف الأداء المدرسي، ونمط الحياة غير المستقر، وقلة ساعات النوم، وعدم القدرة على إدارة الاستجابات العاطفية، وزيادة العدوان والسلوك المتلاعب، والكذب المرضي والبلطجة.

بمرور الوقت، قد تساهم التغيرات الجسدية والسلوكية والموضعية الناجمة عن إدمان الألعاب لدى الشباب في انخفاض السلامة النفسية والاجتماعية، ونوعية الحياة الرديئة.

  • الكاتب : Vladimira Ivanova
  • الناشر : آية جمال
  • ترجمة : عبدالله محمدالصادق
  • مراجعة : حفصة البلبيسي
  • تاريخ النشر : قبل سنة
  • عدد المشاهدات : 4,238
  • عدد المهتمين : 107
المصادر
قالو عنا
مقالات ذات صلة
الصوم الالكتروني في رمضان

لم يعد يفصلنا عن رمضان إلا أيامًا معدودة، ويمكننا استغلال هذا الشهر الكريم في التخلص من ال...

معسكر الديتوكس الرقمي

أقام فريق "بلس فورتين" معسكر الديتوكس الرقمي في الفترة من 1 يناير إلى 30 يناير 2025، بهدف ...

تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال

مع التطور السريع الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، انتشر مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ والمقص...

الصمت حقًا من ذهب

بعد سنوات من العمل في مدرسة ثانوية كمعلم ومستشار، لاحظت بعض التغيرات في ثقافتنا التي جعلتن...