مما لا شك فيه أن الإدمان أصبح ظاهرة من ظواهر الحياة الاجتماعية، وعندما يتساءل المرء عما إذا كان لديه أبناء مدمنون، فإن أول ما يخطر على بال الإنسان: هل المقصود إدمان مخدرات؟ أم كحوليات؟

ولكن مصطلح الإدمان له عده تفسيرات، منها: « عدم قدرة الإنسان عن الاستغناء عن شيء ما، بصرف النظر عن هذا الشيء ». (1) 

إذن؛ فإن هناك ما يعرف بإدمان الإنترنت، والمقصود به: « فقدان القدرة على ضبط السلوك الشخصي على الإنترنت ». (2)،  فحسب ما أشارت منظمة اليونيسف:  « يستخدم أكثر من 175000 طفل الإنترنت لأول مرة يوميًّا، بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية » (3) ، مما يزيد من تعرضهم لمخاطر الإنترنت يوميًّا. 

ويمكننا القول أن إدمان الإنترنت كبقية أنواع الإدمان؛ إذا استوفى الطفل الشروط فإنه يصبح مدمنًا!

أما عن إجابة السؤال الذي طُرِح عن مدى إمكانية التعرف إذا كان الطفل مدمنًا، فإن هناك بعض النقاط التي يمكن التعرف من خلالها، منها :

- قضاء وقت طويل أمام الإنترنت.

- عدم القدرة على تقليل وقت متابعة الإنترنت.

- تجاهل المناسبات والأنشطة الاجتماعية.

- تفضيل الحديث مع الناس على الإنترنت بدلًا من المواجهة وجها لوجه.

- تراجع المستوى الدراسي.

- الشقاق الأسري العنيف. 

والجدير بالذكر أن إدمان الإنترنت يؤثر على الأطفال في عدة جوانب، منها:

التأثير النفسي psychologist effect:

- الشعور بالعزلة؛ فالمدمن يغرق في عالم افتراضيّ، يمكن أن يؤدي به إلى الانفصال عن حياته الواقعية. 

- الشعور بالقلق، والتوتر، والاكتئاب.

- قلة التفاعل مع الأحداث القريبة منه داخل المنزل.

التأثير البدني physical effect:

- الأرق والخمول النهاري: الأطفال ذوي الاستخدام المشكل للإنترنت كانوا أقرب إلى مواجهة مشكلات فى النوم.

- آلام الظهر، والعظام، والصداع.

- عادات الأكل السيئة: السمنة مرتبطة بالجلوس لوقت طويل أمام الإنترنت.

التأثير الاجتماعي social influence:

انسحاب ملحوظ من التفاعل الاجتماعي: يصبح الطفل غير قادر على التواصل الاجتماعي مع أصدقائه، أو أسرته في الواقع. 

- إلحاق الضرر على خلفية جنسية: حين يتعرف الأطفال على أصدقاء جدد في المحيط الافتراضي، في بعض الأحيان قد ينساقون لتحديد لقاءات معهم، وهذه اللقاءات قد تشكل خطرًا على أمن وسلامة الأطفال؛ قد يستعمل المنحرفون جنسيًّا التشات، وبرامج الرسائل الفورية من أجل الحصول على ثقة الأولاد؛ لغرض الاستغلال الجنسي. 

- إلحاق الضرر على خلفية قومية: قد تستغل المجموعات المتطرفة الأولاد الذين يبحرون فى الإنترنت، لتحقيق أهداف قومية. 

- علاقات الحب عبر الإنترنت: تنتشر العلاقات العاطفية فى شبكة الإنترنت فى جميع الأجيال، وفي بعض الأحيان تنمو العلاقات مع شخص لا يماثل جيله جيل ولدكم.

- الانكشاف للمواد الإباحية: قد يعرض الإنترنت لمضامين إباحية لا تخضع للرقابة، ولا تعمل بطريقة قانونية؛ مما يعرض الأطفال إلى مخاطر اجتماعية.

أهم الوصايا للأطفال للحذر من الإبحار في الإنترنت

- لا تلتقوا مع شخص عرفتموه عن طريق الإنترنت: التعارف عن طريق الإنترنت لا يوفر لكم أي وسيلة لمعرفة حقيقة الشخص الموجود على الطرف الاخر من لوحة المفاتيح، تذكروا دائمًا أن هذا الشخص إذا نجح فى الحصول على ثقتكم قد يكون (الشاذ الذي يحب الأطفال) مغتصبًا، قاتلًا، أو يرغب في إيذائكم. 

- لا تسلموا عبر الإنترنت تفاصيلكم الشخصية، أو تفاصيل أفراد الأسرة، المعلومات الشخصية، مثل: اسمكم، عنوانكم، أسماء آبائكم وأمهاتكم، مكان عملكم، وما شابه؛ قد تقود إليكم أشخاصًا هدفهم استعمال هذه المعلومات استعمالًا سيئًا؛ مثل: السرقة، أو الابتزاز.

- لا تحولوا صورتكم عبر الإنترنت إلى شخص لا تعرفوه شخصيًّا:  إن الشخص الذي يحتفظ بصورتكم قد يستعملها استعمالا سيئًا؛ مثل: تشوية الصورة، أو نشرها. 

- الدخول فقط إلى المواقع المناسبة لجيلكم:

الكثير من المواقع لا تناسب جيلكم، قد تسبب لكم الأذى، أو الشعور غير اللطيف؛ ادخلوا فقط إلى المواقع التى فحصها أولياء أموركم، وسمحوا لكم بالإبحار فيها.

توصيات للحد من ظاهرة إدمان الانترنت:

- ضرورة قصر المشاهدة الرقمية الترفيهية اليومية على ساعة إلى ساعتين.

- عدم السماح بوجود أجهزة متصلة بالإنترنت فى غرفة نوم الطفل.

- مراقبة الوسائط الإعلامية التى يطالعها الطفل، والمواقع الإلكترونية التى يزورها. 

- المشاهدة المشتركة بين ولي الأمر والطفل؛ فهذا عامل أمان للجميع.

- تقديم الأسوة الحسنة بشأن السلوك الرقمي؛ إذ تشير الدراسات إلى أن استهلاك الوالدين الوسائط الرقمية بكثافة هو عامل التنبؤ الأول بانتقال الممارسة نفسها إلى الأطفال. 

- مناقشة الوالدين للمشكلات المترتبة على الوسائط الرقمية ناجحة فى مجابهة المحتوى الضار؛ ويشمل ذلك تراجع احتمال وقوع الأطفال المتمتعين بهذة العناية في سلوكيات جنسية خطرة.