كيف تتعرّفُ على إدمان الهاتف المحمول عند الأطفال والمراهقين
الرئيسية الآثار السلبية للهواتف الذكية على الأطفال
كيف تتعرّفُ على إدمان الهاتف المحمول عند الأطفال والمراهقين
محتوى المقال
  • الأعراض المحتملة لإدمان الهواتف المحمولة
  • الاستخدام المفرط
  • مساعدة الطفل أو المراهق

يشير مُصطلح "إدمان الهاتف" إلى التعلق القهري والمفرط بالأجهزة المحمولة مما يخلِّف آثارًا سلبية في مختلف نواحي الحياة.

رغم أن الأطباء لا يعترفون رسميًا بإدمان الهاتف المحمول كحالة صحية نفسية، إلّا أن بعض الدراسات تشير إلى أن الأطفال والمراهقين قد يُعانون من هاجس انشغال مفرط بالهواتف المحمولة.

قد يؤدي هذا الانشغال إلى عجز عن التحكّم في استخدام الهاتف أو الحد منه، حتى في المواقف التي يكون استخدامه فيها غير مناسب.

قد يقودهم ذلك إلى إهمال مسؤولياتهم وعلاقاتهم وتجلّي علامات الضجر والقلق عليهم عند عدم قدرتهم على استخدام هواتفهم.

سنتناول في هذه المقالة كيفية اكتشاف وجود إدمان الهاتف المحمول عند الأطفال والمراهقين، ونقدم نصائح لمساعدتهم على التغلب على هذا الإدمان.

الأعراض المحتملة لإدمان الهواتف المحمولة:

وجدت دراسات أُجريت على الطلاب الجامعيين في كوريا سنة 2017 أن متوسط استخدام الهاتف المحمول يقارب 15.79 ساعة في الأسبوع.

وفقًا لدراسة أُجريت عن الاستخدام المفرط للهاتف عند الأطفال والمراهقين، نحن بحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لإدراك جميع مخاطر هذا الأمر. كما صرّح القائمون على الدراسة أن الأدبيات العلمية تشير إلى وجود العديد من السلبيات والمخاطر المحتملة لاستخدام الهاتف.

امتلاك عَرَض أو اثنين من الأعراض التالية لا يعني بالضرورة وجود استخدام إدماني للهاتف المحمول، ولكن إن أظهر الشخص العديد من هذه السلوكيات باستمرار، فقد يشير ذلك إلى مشكلة تعلق زائد بالشخص بهاتفه.

الاستخدام المفرط:

يتضمن هذا العَرَض استخدامًا مطولًا للهاتف مرارًا وتكرارًا، وقد يكون ذلك على حساب الأنشطة والمسؤوليات الأخرى.

أعراض جسدية:

قد يعاني بعض الأطفال والمراهقين من أعراض جسدية نتيجة للاستخدام المفرط للهاتف بسبب الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غير صحية، وهذه الأعراض قد تتضمن:

    - إجهاد العينين

      - الصداع

        - آلام الرقبة

          - آلام الظهر


          إهمال الأنشطة الأخرى:

          قد يُهمل الأطفال أو المراهقون هواياتهم وممارسة الرياضة والتفاعلات الاجتماعية لقضاء المزيد من الوقت على الهاتف. حتى وإن كانت تلك الأنشطة من الأشياء التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.

          قد يتضمن ذلك التفقد المستمر لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديثها باستمرار، وتفضيل التفاعل عبر الإنترنت على التفاعلات في الحياة الواقعية. كما أنهم قد لا يُكملون واجباتهم المدرسية والمنزلية أو التزاماتهم بسبب الإفراط في استخدام الهاتف، وقد يؤدي هذا الإفراط إلى:

          - تدنٍ في العلامات

            - العجز عن التركيز

              - تراجع الإنجاز الأكاديمي


              أعراض انسحابية:

              قد يشعر الأطفال أو المراهقون بحاجة ملحة للاستجابة للإشعارات في الحال، وقد يصيبهم ضيق عندما لا يستطيعون استعمال وسائل التواصل الاجتماعي. وكنتيجة لذلك، قد تظهر عليهم الأعراض الآتية عندما لا يستطيعون استخدام هواتفهم:

                - الضجر

                  - سرعة الانفعال

                    - القلق

                    كما قد يواجهون اضطرابات في النوم بسبب شعورهم بالحاجة إلى تفقُّد هاتفهم باستمرار.

                    سلوك متستّر:

                    قد يصبح الطفل أو المراهق كتوماً بشأن استخدامه للهاتف. قد يتضمن ذلك سعيه لإخفاء هذا الاستخدام أو اتخاذ موقف دفاعي عند سؤاله عن مقدار الوقت الذي يمضيه على الهاتف.

                    آثاره:

                    تشير مقالة نُشرت سنة 2018 (رابط المقالة [1]) إلى أن إدمان الهاتف المحمول يمكن أن يضر بالصحة النفسية والجسدية للشخص ويؤثر على أدائه الأكاديمي والعلمي.

                    وفقًا لبحث أُجري سنة 2019 (2)، فإن الاستخدام المفرط للهاتف قد يكون له العديد من الآثار السلبية على الأطفال والمراهقين، وقد تشمل هذه الآثار:

                    ضعف المهارات الاجتماعية: يمكن لإفراط استخدام الهاتف أن يعيق تطور المهارات الاجتماعية الضرورية للفرد مما يسبب صعوبات في التفاعلات الاجتماعية الواقعية والتعاطف مع الآخرين والتواصل الفعال معهم.

                    تدني الأداء الأكاديمي: قضاء الكثير من الوقت على الهاتف المحمول قد يُضعف الأداء الأكاديمي ويقتل الرغبة في التعلم.

                    اضطرابات في النوم: قد يؤدي النظر إلى الشاشات ليلاً قبل النوم إلى حدوث تغييرات في أوقات النوم، وقد يُسبب الأرق ويخفض جودة النوم، مما قد يؤدي للإجهاد وضعف الانتباه في الصباح التالي.

                    الصحة النفسية والعاطفية: قد يؤثر الاستخدام المفرط للهاتف سلبًا على الحالة العاطفية للطفل أو المراهق، فمن الممكن أن يُنمي فيه الشعور بالوحدة والاكتئاب وضعف الثقة في النفس. وقد يؤدي التعرض الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي إلى مقارنات غير صحية مع الآخرين وتشكيل صورة سلبية عن الجسد.

                    ارتفاع خطر التنمر الإلكتروني ومخاطر الإنترنت: الإفراط في قضاء الوقت على الهاتف يُعرض الأطفال والمراهقين للعديد من المخاطر كالتنمر الإلكتروني والاحتيال على الإنترنت والتعرض لمحتويات غير أخلاقية.

                    تسلط دراسة أُجريت سنة 2022 (3) الضوء على الآثار الجسدية المترتبة على استخدام الهاتف لفترات طويلة. تشير الأبحاث في هذه الدراسة إلى وجود ارتباط بين زيادة استخدام الهاتف والسمنة لدى الأطفال، كما أوضحت أن الوضعيات الجسدية الخاطئة أثناء استخدام الهاتف قد تؤدي إلى مشاكل في العضلات والعظام.

                    مساعدة الطفل أو المراهق:

                    لكي تُساعد طفلًا أو مراهقًا في التغلب على إدمان الهاتف، فأنت بحاجة إلى أسلوب داعم ونهج استباقي. وتقترح مقالة نُشرت سنة 2020 (4) اتباع الاستراتيجيات التالية:

                    إقامة حوار منفتح: قد يكون هذا أمرًا أساسيًا عند التعامل مع استخدام الهاتف عند الأطفال والمراهقين، فمن المهم بناء الثقة عن طريق السماح لهم بالتعبير عمّا يقلقهم والإنصات إليهم بدون إطلاق الأحكام على وجهة نظرهم وتجاربهم ومشاعرهم المتعلقة بعادات استخدامهم للهاتف.

                    وضع حدود واضحة: قد يتضمن هذا رسم تعليمات وقواعد واضحة فيما يخص استخدام الهاتف، مثل وضع حد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة أو ساعتين فقط يوميًا أو إبقاء الهواتف المحمولة خارج غرفة النوم.

                    كن قدوة لهم: إن بناء عادات استخدام صحية للهاتف يُساعد الأطفال والمراهقين على تحسين استخدامهم لهذا الهاتف وتنشيط التفاعلات الصحية مع عائلاتهم.

                    تشجيع السلوكيات الصحية:

                    تدعو هذه المقالة الأهل والمربين إلى تشجيع الأطفال أو المراهقين ودعمهم لإشغال أنفسهم بالأشياء الآتية:

                    نشاطات بديلة: يمكن للأهل محاولة تقديم بدائل جذابة للأطفال والمراهقين عوضًا عن الهاتف المحمول، فإن المشاركة في النشاطات البدنية والهوايات والحياة الاجتماعية تؤدي إلى تعزيز نمط حياة فعال ومتكامل.

                    العادات الصحية: ساعدهم على تكوين عادات صحية كالحصول على قسط كافٍ من النوم والمحافظة على نظام غذائي متوازن وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.

                    التواصل المباشر وجهًا لوجه: شجعهم على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية وبناء علاقات وطيدة مع أصدقائهم وعائلتهم والتواصل الفعال معهم في الحياة الواقعية لتحقيق ذلك.

                    إذا واجه الأهل صعوبات في تقديم هذا النوع من الدعم أو كان إدمان الطفل على الهاتف المحمول شديدًا، فمن الممكن الاستعانة بخبير نفسي متخصص في الإدمان السلوكي عند الأطفال والمراهقين لمساعدتهم.

                    ملخص:

                    من الضروري اكتشاف وجود تعلق غير صحي بالهاتف عند الأطفال والمراهقين لتقديم الدعم والتدخل عند الحاجة. من الأعراض الأساسية التي تُنذر بوجود هذا التعلق الاستخدام المفرط للهاتف لدرجة الوصول إلى العزلة الاجتماعية وإهمال الواجبات والمسؤوليات وقلة النوم وغيرها من الأعراض. وبتعزيز الحوار المنفتح ووضع الحدود وتشجيعهم على أنشطة صحية بديلة، يستطيع البالغون مساعدة اليافعين على بناء علاقات صحية مع هواتفهم المحمولة.

                    • الكاتب : Heather Smith
                    • الناشر : آية جمال
                    • ترجمة : عبدالله موسى
                    • تاريخ النشر : قبل سنة
                    • عدد المشاهدات : 2,560
                    • عدد المهتمين : 115
                    المصادر
                    قالو عنا
                    مقالات ذات صلة
                    الصوم الالكتروني في رمضان

                    لم يعد يفصلنا عن رمضان إلا أيامًا معدودة، ويمكننا استغلال هذا الشهر الكريم في التخلص من ال...

                    معسكر الديتوكس الرقمي

                    أقام فريق "بلس فورتين" معسكر الديتوكس الرقمي في الفترة من 1 يناير إلى 30 يناير 2025، بهدف ...

                    تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال

                    مع التطور السريع الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، انتشر مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ والمقص...

                    الصمت حقًا من ذهب

                    بعد سنوات من العمل في مدرسة ثانوية كمعلم ومستشار، لاحظت بعض التغيرات في ثقافتنا التي جعلتن...