مع التطور السريع الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، انتشر مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ والمقصود به: « قدرة الأدوات التي يصنعها الإنسان على تقليد الخصائص البشرية »(١) ، وكان ظهور الذكاء الاصطناعي في العقد الخمسين من القرن العشرين، تحديدًا في عام ١٩٥٦ عندما قام العالم (AlanTest) بتقييم الذكاء لجهاز الحاسوب، ويقوم بتصنيفه ذكيًّا في حال قدرته على محاكاة العقل البشري.(٢)
إلا أنه ازداد انتشارًا في عدة مجالات، وأصبح يستخدمه مختلف الفئات المجتمعيَّة - خاصةً الأطفال -، وذلك لما تقدمه هذه التكنولوجيا من أدوات للطفل، مثل: الألعاب التفاعلية، وروبوتات الدردشة « chat gpt »، والروبوتات القائمة على الذكاء الاصطناعي…
فهي تعتبر منافذ جديدة للأطفال للتعبير عن أنفسهم، والتفكير الإبداعي. (٣)
وبالرغم من ذلك، فإن تعامل الأطفال مع الذكاء الاصطناعي يُعتبَر سلاحًا ذو حدَّين، فهي تُشكل فرصًا وخطرًا عليه في نفس الوقت.
يساعد الذكاء الإصطناعي في العملية التعليمية للأطفال، لمساعدتهم في أداء الواجبات المدرسية؛ إذ يمكنهم العثور على الحقائق، والبحث بين ملايين المخططات والصور، لمعرفة المزيد حول موضوع معيّن؛ من خلال عدة برامج تتمثل في: روبوتات المحادثات التعليمية، وهي تُستخدم في توفير المعلومات على مدار الساعة طوال أيام الاسبوع، ويكتب المستخدم البشري سؤالًا أو يتحدث عنه، وتستجيب روبوتات المحادثة، وتوفر المعلومات. (٤)
ثبت أن أدوات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد الأطفال على تعلم كيفية التعاون، وتطوير التفكير النقدي، ومهارات حل المشكلة؛ كما تساعدهم في تطوير أنشطتهم باستخدام الروبوتات الاجتماعية، مثل: مساعدة الأطفال الصغار على تعلم قراءة القصص وروايتها، وزيادة مفرداتهم، وتعلم رسم الصور.(٥)
كما يمكن لتطبيقات وأدوات تعلم اللغة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساعد الأطفال على تطوير مهارات اللغة، من خلال توفير تمارين تفاعلية، وردود فعل على النطق، وتجارب أفضل مع اللغات.
يمكن لهذه الأدوات أن تجعل تعلم اللغة أكثر جاذبيةً وفعالية، وتعزز التواصل والتفاهم الثقافي؛ كما يمكن لأدوات الترجمة أن تُسهل التواصل، والتبادل الثقافي بين الأطفال من خلفيات لغوية مختلفة؛ سيتمكن الأطفال من التفاعل، والتعاون، والتعلم من أقرانهم في جميع أنحاء العالم. (٦)
يمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى انعدام التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، مما يؤثر على نموهم الاجتماعي والعاطفي؛ ويمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على الحاسوب والذكاء الاصطناعي إلى تقليل الإبداع، والتفكير الابتكاري لدى الأطفال؛ حيث يتحولون إلى مجرد مستهلكين للمعلومات، بدلًا من أن يكونوا مبدعين ومبتكرين. (٨)
ومن المخاطر التي قد يتأثر بها الأطفال نتاج تعاملهم مع الذكاء الاصطناعي هي: مخاطر تتعلق بالمحتوى؛ فالمحتويات الرقمية مثلما تُقدم العديد من الفرص للأطفال، فهي في ذات الوقت يمكنها تعريض سلامة الطفل للخطر، مثل: التعرض لخصوصية الطفل من خلال المحتوى غير القانوني، أو المضايقة والتنمر الرقمي، أو إساءة استخدام البيانات الشخصية، والاستدراج الذي يصل إلى الاعتداء الجنسي على الأطفال. (٩)
يمكن أن يتعرض الأطفال إلى خطر التعلق الزائد بالحاسوب والذكاء الاصطناعي، مما يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي، ويؤدي إلى مشاكل في العلاقات الشخصية والعائلية. (١٠)
تراجع مهارات القراءة والكتابة:
يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التواصل إلى تراجع مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال؛ مما يؤثر على تفوقهم في الدراسة، والحياة العملية. (١١)
نصائح وتوصيات:
- تثقيف وتوعية الطفل بالمخاطر التي يحملها الذكاء الاصطناعي في برامجه وتقنياته، وتعليمهم طريقة الاستعمال الآمنة.
- العمل على محو الأمية الرقمية للوالدين.
- إلزام شركات الاتصالات بتقديم خدمات الحماية من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الطفل.
قبل 5 سنوات
قبل 4 سنوات
قبل 4 سنوات
قبل 6 أشهر
قبل 7 أشهر
قبل 8 أشهر
قبل 8 أشهر
قبل 10 أشهر