هل لدى طفلك إدمان على الأجهزة الرقمية؟
محتوى المقال
  • كيف يُعَرّف النفسانيون هذه المشكلة وكيف يمكن منع هذه العادة غير الصحية؟
  • متى تعرف أن الاستعمال العادي للأجهزة الرقمية أصبح زيادة عن الحد؟
  • بعض الإرشادات لمساعدة الأطفال لاستخدام هواتفهم بشكل مسؤول
كيف يُعَرّف النفسانيون هذه المشكلة وكيف يمكن منع هذه العادة غير الصحية؟

إن التكنولوجيا في كل مكان وقد أصبحت جزءًا جوهريًّا في طريقة عملنا، تواصلنا ولعبنا. إن الأطفال يكبرون معها. إنهم بالأصل نشأوا على الأجهزة الرقمية. الآن من الطبيعي أن ترى طفل عمره سنتين يستعمل هاتف والديه ويتصفح الصور ويشغل الفيديوهات.

 القيام بمكالمة سكايب مع جدته يعد شيئًا عظيمًا، ولكن كل هذه التكنولوجيا، إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح فمن الممكن أن تصبح مشكلة. إنني أرى أطفالًا مع إدمانات حقيقية للتكنولوجيا الجديدة ويشعر ذويهم بالاستسلام للتعامل مع الوضع. 

"كطبيب نفسي، فإنني أعرّف الزيادة في الاستعمال: عندما تلاحظ أنّ الطفل يصبح محبطًا ومستنزفًا وقلقًا أو غاضبًا كلما لم يستطع أن يكون على اتصال بالإنترنت. "

في البداية،

متى تعرف أن الاستعمال العادي للأجهزة الرقمية أصبح زيادة عن الحد؟ 

كطبيب نفسي، فإنني أُعَرّف الزيادة في الاستعمال عندما تلاحظ أنّ الطفل يصبح محبطًا ومستنزفًا وقلقًا أو غاضبًا كلما لم يستطع أن يكون على اتصال بالإنترنت. 

إنهم غير قادرين على التحكم بكمية الوقت الذي يكونون متصلين فيه بالإنترنت وبالتالي يبدأون بالسماح لمهامهم والتزاماتهم بالتفلت.

وهذه نقطة أيضًا عندما تكون أنت كوالد فمن الممكن أن تبدأ بالشعور بالغيظ لأنك تبدأ بالجدال مع طفلك بشكل متزايد. منزلك من الممكن أن يبدأ بالتحول لأرض معركة. لحسن الحظ، بالقليل من الصبر والتخطيط، وبمساعدة التكنولوحيا نفسها،هنالك طرق لتجد السلام والتوازن.

هنا بعض الإرشادات لمساعدة الأطفال لاستخدام هواتفهم بشكل مسؤول: 

أولًا: من الضروري أن نتذكر أن الموبايل ليس هو العدو، أن المشكلة ليست هي التكنولوجيا بحد ذاتها، ولكنها تتعلق بالمحتوى وكيفية استخدامها. 

 تذكر الأطفال يرغبون فيما لا يستطيعون الحصول عليه. كلما أمعَنّا في منع الأطفال من عمل شيء بينما هم يرون أن الأطفال الآخرين يستمتعون به، فإن رغبتهم فيه تزيد بشدة. 

 وعندما يحصلون عليها في النهاية، فإنهم على الأغلب يتعلقون بها.

 إن حظر التكنولوجيا بشكل تام هو أمر غير فعال أبدًا؛ لأن أطفالنا سيُطلب منهم الاتصال بالإنترنت من أجل واجباتهم بشكل ثابت ومستمر، وليتمكنوا من البقاء على تواصل مع أقرانهم، إلخ.

 بالإضافة إلى أن التعلم على العيش بدون تكنولوجيا هو أمر غير حقيقي. إننا عندما نفرض حظرًا كاملًل على شيء ما، فإننا نمنع أطفالنا من تعلم كيفية تكوين علاقات جيدة معه، مما يخلق مشاكل أكبر على المدى البعيد. 

 إن من الضروري إعداد قواعد وحدود وبالتالي الأطفال يستطيعون تعلم التحكم بتصرفاتهم الذاتية. على سبيل المثال، العائلة يجب عليها التحكم ووضع حدود حول كمية الوقت الذي ينفقونه أونلاين، والأمر ذاته يجب تطبيقه على أنواع الصفحات التي يزورونها. إذا كنا لا نسمح للأطفال أن يتجولوا في الخارج لوحدهم عندما يكونون صغارًا، إذًا ليس علينا أن نسمح لهم بالإبحار في الإنترنت بدون إشراف. الأطفال يحتاجون القواعد والحدود. بالرغم من أنهم قد لا يتقبلونها في البداية، ولكن في النهاية تعطيهم الثقة والضمان. الأهل بحاجة لوضع تلك الحدود ليكونوا مسؤولين، ولكنهم أيضًا يحصلون على سلام أكبر لعقولهم بأن أطفالهم لا يشاهدون أي شيء غير مناسب. 

 ضع قواعد بأكثر طريقة إيجابية ومهضومة. إنها فكرة جيدة أن تضع أهدافًا قريبة أو بعيدة لكمية الوقت الذي يستطيعون فيه استخدام أي جهاز. على سبيل المثال، اسمح للأطفال الأصغر 30 دقيقة في اليوم، وفيما بعد بالاعتماد على السلوك الجيد والسن، قم بزيادة الحد إلى ساعة واحدة على الأكثر في اليوم الواحد. 

توصل إلى اتفاقية مع طفلك حول متى وأين باستطاعتهم استخدام التكنولوجيا. على سبيل المثال، الجهاز يمكن استخدامه فقط خلال أوقات محددة للاستشارة عن معلومات للواجبات المنزلية. التحدث مع الاصدقاء عبر الشات مسموح فقط في غرفة المعيشة. ولا يوجد هناك تلفونات مسموحة على طاولة الطعام. ضع هذه القواعد معًا وسوف تتفاجأ حول كمية الاستعداد لدى طفلك للالتزام بها. 

لحسن الحظ أن التكنولوجيا هي حليف لنا في هذا كله. برمجية المراقبة الأبوية  باستطاعتها أن تساعدك للاهتمام بوضع حدود وحظر المواقع غير المرغوبة. ولكن لا يجب أن تحل محل الحوارات مع الأبناء وجهًا لوجه. إنني أوصي بكتابة القواعد التي قمتُ بوضعها وأطلب من كل العائلة أن توقع عليها. وقم بمراجعتها سنويًّا. 

في النهاية، مثل أي إدمان يصبح من الصعب كسره، لا تتردد في الحصول على مساعدة احترافية من أجل طفلك. في النهاية، سوف تتمكن من إيجاد التوازن الذي يكون فعالًا من أجل طفلك وكل العائلة بنفس الوقت. وداعًا لأرضية المعركة. 

  • الكاتب : Maria Guerrero Moya
  • الناشر : آية جمال
  • ترجمة : Ellen Al Faqeh
  • مراجعة : د. أحمد صلاح
  • تاريخ النشر : قبل 4 سنوات
  • عدد المشاهدات : 1,928
  • عدد المهتمين : 284
المصادر
قالو عنا
مقالات ذات صلة
الصوم الالكتروني في رمضان

لم يعد يفصلنا عن رمضان إلا أيامًا معدودة، ويمكننا استغلال هذا الشهر الكريم في التخلص من ال...

معسكر الديتوكس الرقمي

أقام فريق "بلس فورتين" معسكر الديتوكس الرقمي في الفترة من 1 يناير إلى 30 يناير 2025، بهدف ...

تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال

مع التطور السريع الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، انتشر مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ والمقص...

الصمت حقًا من ذهب

بعد سنوات من العمل في مدرسة ثانوية كمعلم ومستشار، لاحظت بعض التغيرات في ثقافتنا التي جعلتن...