لماذا الانتظار؟!
محتوى المقال
  • الهواتف الذكية تغير الطفولة
  • الهواتف الذكية تسبب الإدمان
  • الهواتف الذكية تمثل وسيلة تشتيت قوية
  • الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يغير من أدمغة الأطفال
  • الهواتف الذكية تؤثر سلبًا على النوم
  • الهواتف الذكية تتداخل مع العلاقات
  • تزيد الهواتف الذكية من خطر القلق والاكتئاب
  • الهواتف الذكية تضع طفلك في خطر التنمر الإلكتروني
  • تُعَرِّض الهواتف الذكية الأطفال لمحتوى جنسي

هناكَ سبب يجعل كبار المسؤولين التنفيذيين في سيليكون فالي - المكان الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة - يقولون لا للهاتف الذكي حتى 14 عام على الأقل لأطفالهم. في الواقع، هناك قائمة طويلة من الأسباب يَحتاج الآباء إلى معرفتها.

الهواتف الذكية تغير الطفولة:

الوقت المخصص للعب في الهواء الطلق، وقضاء الوقت مع الأصدقاء، وقراءة الكتب والخروج مع العائلة، يقل كثيرًا لإفساح المجال لساعاتٍ من الدردشة السريعة، و الإنستجرام، واللحاق باليوتيوب؛ فمع قضاء الأطفال في أي مكان ما بين 3 إلى 7 ساعات يوميًا أمام الشاشة، يتم التخلي عن العديد من أساسيات الطفولة مقابل التسلية عبر الإنترنت.

الهواتف الذكية تسبب الإدمان :

يُظهِر بحث جديد أن الاعتماد على هاتفك الذكي قد ينتج عنه بعض الاستجابات الدماغية التي تسبب الإدمان مثل إدمان الكحول والمخدرات والمقامرة. 

تشبه الهواتف الذكية ماكينات القمار في جيب أطفالك[١]، مما يحثهم على استخدامه باستمرار، تعمل صناعة التكنولوجيا عن قصد على تصميم تطبيقات الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي ليستخدمها الأشخاص لفترات طويلة؛ لأن هذه هي الطريقة التي يجنون بها أموالهم.

الهواتف الذكية تمثل وسيلة تشتيت قوية :

تعتبر سنوات الدراسة الابتدائية والمتوسطة الأساس لنجاح طفلك الأكاديمي؛ حيث يتعلم الأطفال كيفية إدارة الوقت والمشاريع والواجبات المنزلية بشكل منتج. 

تقديم إلهاء مستمر بسبب الهاتف الذكي يُمهّد الطريق للتدهور الأكاديمي؛ فقد أظهرت النتائج الأولية لدراسة تاريخية حول نمو الدماغ [٢] من قِبَل المعهد الوطني للصحة، أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا ينظرون إلى الشاشة حصلوا على درجات أقل في اختبارات التفكير واللغة.

وتشير الأبحاث من جامعة تكساس [٣] إلى أن مجرد وجود هاتفك الذكي يقلل من القدرة الإدراكية وقدرة الدماغ على الاختبار.

وأظهرت إحدى الدراسات [٤] أن استخدام الهواتف الذكية في الفصول الدراسية يمكن أن يخفض درجة الطالب، وجدت دراسة أخرى [٥] أن الأطفال الذين يحضرون المدارس مع حظر الهواتف الذكية كان أداؤهم أفضل في الاختبارات.

الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يغير من أدمغة الأطفال:

تظهر النتائج الأولية من دراسة رائدة أجراها المعهد الوطني للصحة [٦] أن التصوير بالرنين المغناطيسي وجَد اختلافات كبيرة في أدمغة الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو أكثر من سبع ساعات في اليوم، ووجدوا أن قشرة دماغ الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت على الشاشات رقيقة؛ هذه القشرة هي الطبقة الخارجية من الدماغ والتي تعالج المعلومات التي تستقبلها من الحواس الخمسة.

الهواتف الذكية تؤثر سلبًا على النوم :

تُظهِر الدراسات على الهواتف الذكية  أن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى ذات الشاشات يؤثر على كمية ونوعية النوم لدى الأطفال والمراهقين، ومن المُرَجّح أن يشعر المراهقون بالقلق لأنهم يتوقعون تلقي الرسائل النصية ورسائل وسائل التواصل الاجتماعي من الأصدقاء، مما يؤثر على روتينهم الليليّ، يستيقظ بعض الأطفال حتى في منتصف الليل لفحص النصوص أو وسائل التواصل الاجتماعي! 

ومن المعروف أن اضطراب النوم في مرحلة الطفولة له آثار ضارة على الصحة، بما في ذلك سوء التغذية والسمنة وضعف جهاز المناعة وضعف النمو ومشكلات الصحة العقلية.

 الهواتف الذكية تتداخل مع العلاقات :

العديد من الآباء يندمونَ على السماح لأطفالهم بالحصول على هاتف ذكي؛ لأنهم جربوا الطريقة التي تُدمّر بها الهواتف الذكية العلاقات، حتى علاقة الوالد والطفل تتضرر؛ فغالبًا ما يكون الأطفال غير مهتمين بسبب التشتت المستمر الذي يجلبه الهاتف، وبالتالي تتضائَل العلاقات وجهًا لوجه مع تحويل الأطفال وقتهم وطَاقتهم لاستثمارها في “صَداقاتهم” عبر الإنترنت.

تزيد الهواتف الذكية من خطر القلق والاكتئاب :

الأطفال غير مجهزين عاطفيًا للإبحار عبر وسائل الإعلام الاجتماعية الصعبة في مثل هذا العمر المبكر، وغالبًا ما يؤدي تسليط الضوء على شخص آخر غيرهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاعتقاد بأن ليس لهم قيمة أو أنهم ليسوا كافين مقارنة بأقرانهم. 

تُظهِر الأبحاث [٧] أنه كلما زاد استخدام الشخص لوسائل التواصل الاجتماعي، زاد احتمال إصابته بالاكتئاب.

 كما أظهرت دراسة [٨] أنه كلما زاد استخدامك للفيسبوك كلما شعرت بالسوء. 

وأظهر تقرير آخر [٩] أن الصحة النفسية للمراهقين تتدهور كلما زادت عدد الساعات التي يقضونها في الأسبوع على الشاشات. بالإضافة إلى ذلك ، عندما يفرط الأطفال في استخدام التكنولوجيا؛ فإن التحفيز المستمر للدماغ يؤدي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول، الكثير من الكورتيزول يمكن أن يمنع الطفل من الشعور بالهدوء، ويمكن أن يؤدي فقدان الهدوء إلى اضطرابات قلق خطيرة.

 إن معدلات الانتحار آخِذة في الارتفاع [١٠] وخاصة بالنسبة للفتيات بين سن 10 و 14 سنة. بالنسبة لهذه الفئة العمرية، تضاعفت معدلات الانتحار ثلاث مرات على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.

الهواتف الذكية تضع طفلك في خطر التنمر الإلكتروني :

لم يعد يقتصر التنمرعلى الملعب أو غرفة تبديل الملابس، يسعى المتنمرين لإيذاء الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والنصوص التي تجعل التراجع عن الضحية مستحيلًا.

 الوسيلة الأكثر استخدامًا للتسلّط عبر الإنترنت هي الهاتف؛ لقد عانى حوالي واحد من كل أربعة أطفال من التنمر الإلكتروني [١١]، ونحو واحد من كل ستة أطفال فعل ذلك للآخرين [١٢]، واحد فقط من كل 10 ضحايا [١٣] سوف يُبلّغ أحد الوالدين أو شخص بالغ موثوق بإساءة معاملته.

 تشير الأبحاث الحديث [١٤] إلى أن الأطفال الذين يتلقونَ الهواتف الذكية في المدارس الابتدائية مقابل مَن تلقوها في الطفولة المتأخرة هم أكثر عرضة للتعرض للتنمر عبر الإنترنت.  

تُعَرِّض الهواتف الذكية الأطفال لمحتوى جنسي :

مَكّنَت الهواتف الذكية الأطفال من مشاهدة المواد الإباحية في أي مكان؛ يستهدف المسوقون في المواد الإباحية الشباب عمدًا عبر الإنترنت لجذبهم إلى الصور ومقاطع الفيديو الخطرة. 

أظهرت إحدى الدراسات [١٥] أن 42 ٪ من المستخدمين الشباب عبر الإنترنت قد تعرضوا للمواد الإباحية على الإنترنت، أبلغ 66 ٪ من هؤلاء عن تعرضهم غير المرغوب فيه للمواد الإباحية في كثير من الأحيان من خلال الإعلانات عبر الإنترنت، ولا يقتصر الأمر على أن الأطفال يشاهدون المحتوى الجنسي باستخدام هواتفهم؛ ولكنهم يُنشئونه أيضًا! المزيد والمزيد من الأطفال “يُرسلون” (رسائل نصية جنسية و / أو صور فاضحة). أيضًا ، تفتح العديد من التطبيقات الأبواب للمحتالين الجنسيين الذين يسعون إلى تتبع أطفالنا وإيذائهم.

 مديرو التكنولوجيا يُنفّذون حظر الهواتف الذكية لأطفالهم :

وفقا لنيويورك تايمز [١٦]، ينتظر العديد من المسؤولين التنفيذيين في التكنولوجيا حتى يبلغ أطفالهم 14 عامًا قبل أن يسمحوا لهم بالحصول على هاتف، في حين أن هؤلاء المراهقين يمكنهم إجراء مكالمات وإرسال رسائل نصية، إلا أنهم لا يحصلون على خطة بيانات للإنترنت حتى 16 عامًا. إذا كان قادة الشركات العملاقة الرقمية [١٧] مثل Google و eBay و Apple و Yahoo يؤخّرونَ الهاتف الذكي، فهل يجب ألا يشجعنا هذا على التوقف المؤقت؟ المديرون التنفيذيون المتألقون في نجاح التكنولوجيا يحمونَ أطفالهم من الهاتف الذكي، ألا يجب أن نفعل نفس الشيء؟! 

هل يمكنك مساعدتنا لحشد التأييد المجتمعي من أجل طفولة سعيدة ومجتمع آمن؟ 

  • الكاتب : wait until 8th
  • الناشر : آية جمال
  • ترجمة : د/ محمد عبدالجواد
  • تاريخ النشر : قبل 5 سنوات
  • عدد المشاهدات : 2,111
  • عدد المهتمين : 339
المصادر
قالو عنا
مقالات ذات صلة
الصوم الالكتروني في رمضان

لم يعد يفصلنا عن رمضان إلا أيامًا معدودة، ويمكننا استغلال هذا الشهر الكريم في التخلص من ال...

معسكر الديتوكس الرقمي

أقام فريق "بلس فورتين" معسكر الديتوكس الرقمي في الفترة من 1 يناير إلى 30 يناير 2025، بهدف ...

تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال

مع التطور السريع الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، انتشر مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ والمقص...

الصمت حقًا من ذهب

بعد سنوات من العمل في مدرسة ثانوية كمعلم ومستشار، لاحظت بعض التغيرات في ثقافتنا التي جعلتن...