اضطراب إدمان الإنترنت، إدمان ألعاب الفيديو، استخدام الإنترنت المعرِّض للخطر/المشاكل، الاستخدام المرضي للتكنولوجيا... أياً ما كنت تسميه، فإليك كيفية معرفة ما إذا كان طفلك مدمنًا رقميًا حقًا، والمطلوب فعله حيال ذلك.
تعد التكنولوجيا جزءًا من كل جوانب حياة الطفل في العالم الرقمي اليوم تقريبًا، وهي توفر العديد من الفوائد المهمة. ولكن، ومثل أي شيء لديه القدرة على تحسين حياتنا، يمكن أن يكون للتكنولوجيا أيضًا جانب سلبي. فعندما يتحول الأطفال من استخدام التكنولوجيا إلى الاعتماد عليها، فإن ذلك يندرج تحت "السلوك الإدماني".
جوهر المشكلة هو نمط استخدام الجهاز الذي يتداخل مع الأنشطة المهمة الأخرى في مجال أو أكثر من مجالات حياة الطفل ويسبب ضائقة نفسية. وقد دعا الأطباء وعلماء النفس والمعلمون وغيرهم من المهنيين إلى مزيد من الوعي حول مسألة إدمان الشاشة، والحاجة إلى مساعدة الأطفال والمراهقين على تطوير عادات صحية حيال الأجهزة تسمح باستخدام التكنولوجيا دون أن تسيطر على حياتهم. من المهم أن يفهم الآباء أن الاستخدام المفرط للأجهزة يؤدي إلى تغييرات في دماغ الطفل يمكن أن تؤثر سلبًا على جميع مجالات حياته، وإلى مشاكل خطيرة في النوم - والتي تشكل مشكلة أكبر للأطفال - كما تؤثر على العلاقات الأسرية بشكل عام.
كيف تعرف أن علاقة طفلك بالتكنولوجيا تتجه نحو الإدمان؟
قد تشير الأمور التالية إلى سلوك إدماني:
- قضاء جميع ساعات استيقاظ الطفل تقريبًا على الأجهزة.
- الكذب بشأن استخدام الجهاز أو زيادة الوقت المسموح به خلسةً كلما أمكن ذلك
- البقاء على الجهاز أثناء الليل
- كسر القوانين للحصول على مزيد من الوقت مع الإلكترونيات.
- انخفاض الاهتمام بالأنشطة الأخرى:
يجب أن يشارك الأطفال في مجموعة من الاهتمامات والأنشطة. فإذا توقفوا عن الانخراط في أنشطة خارج نطاق الشاشة، وصاروا يختارون دائمًا الأجهزة ووسائل التواصل الرقمية على الأنشطة الأخرى، فهذا أمر مقلق؛ خاصةً إذا كانوا يتجنبون الأنشطة مع أشخاص آخرين، أو يعانون من قلة النوم، أو يختارون عدم تناول وجبة الطعام مقابل الاستمرار في استخدام التكنولوجيا.
- سلوك غير سليم عند منع الطفل من استخدام الجهاز:
إذا انتابت طفلك نوبات غضب طويلة أو قام بسلوك عدواني أو بتهديدات شفوية عند منعه من استخدام الجهاز، أو إذا ظهرت عنده أعراض الانسحاب (سرعة الانفعال، القلق، الاكتئاب، أو الضيق) عند ابتعاده عن التكنولوجيا، فهذا يشير إلى وجود مشكلة. فإذا رجع على الفور إلى طبيعته عند عودته إلى جهازه أو وسائل التواصل، فهذا يشير إلى سلوك إدماني.
- عدم القدرة على التركيز على أمور أخرى:
قد يعاني الطفل الذي يفكر ويتحدث باستمرار عن الأجهزة أو الألعاب أو وسائل التواصل الرقمية الأخرى من مستوى معين من الإدمان. فإذا كان من الصعب تحويل المحادثة معه إلى مواضيع أخرى، أو إذا كان يصعب عليه الحفاظ على تركيزه في الأنشطة الأخرى، أو إذا كان ينشغل باستمرار في تفحص حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، فهذه مشكلة يجب معالجتها.
لا تفقد الأمل!!
إذا ظهرت على طفلك أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فلا تفقد الأمل! في الواقع، أظهرت الأبحاث أن تدخل الوالدين له تأثير إيجابي للغاية في الحد من السلوك الإدماني على الجهاز لدى الأطفال والمراهقين.
توصيات لمساعدة العائلات على محاربة الإدمان الرقمي:
- التواصل:
التواصل الواضح والمستمر هو المفتاح لمعالجة الإدمان على الجهاز لدى الأطفال. شارك بملاحظاتك، وأخبرهم لماذا تشعر أنها مشكلة. لا يتعين على الأطفال أن يوافقوك الرأي، ولكن من المهم أن يسمعوا كيف يؤثر سلوكهم على أنفسهم والآخرين، ويعرفوا مخاوفك وكيفية التحَسّن أيضًا، جنبًا إلى جنب مع التحدث بانتظام عن القواعد والقيود وما هو مفيد، وما هو غير مفيد.
- تقليل وقت الجهاز تدريجيًا:
إذا كان طفلك يُظهر إدماناً على الجهاز ، فإن تقليل وقت الشاشة بشكل كبير أو القضاء عليه تماماً ليس هو الحل الأكثر أمانًا وفعالية، خاصةً إذا كان الطفل يميل إلى العدوانية تجاه نفسه أو الآخرين أو الممتلكات. لذلك، من الأفضل تقليل استخدام الطفل للشاشة ببطء مع مرور الوقت، بل وإدراج الطفل في وضع خطة الفطام عن الشاشة إذا كان الظرف مناسباً.
- جَعل الأولوية للأنشطة الأخرى:
ركز على تقديم أنشطة بديلة ووضع خطة لكيفية ملء وقت طفلك خلال النهار بعيداً عن الجهاز. يمكن أن يشمل ذلك قائمة بأعمال منزلية أو مهامّ أخرى، أو قائمة بأنشطة ترفيهية، أو حتى دعوته للمشاركة معك بانتظام في بعض الأمور. - تقييد المحتوى: من الأهمية بمكان تحديد المحتوى المسموح أن يصل إليه الطفل عبر الإنترنت، وذلك ضماناً لسلامته وتقليلاً من احتمال نشوء إدمان على أشياء أُخرى مثل المواد الإباحية عبر الإنترنت.
وبالطبع، ينبغي أن تكون هذه القيود على المحتوى مناسبة للأطفال بحسب أعمارهم. Qustodio هو التطبيق الذي يوصى الأهل باستخدامه للتحكم بالمحتوى.
- الدعم المهني:
على الرغم من وجود العديد من الخطوات التي يمكن للأهل اتباعها لمعالجة هذه المشكلات بمفردهم، لكن الدعم المهني في بعض الأحيان مفيد أو ضروري. وقد أصبحت معالجة مشاكل إدمان التكنولوجيا في الأطفال والمراهقين أكثر شيوعاً عند أطباء الصحة العقلية وممارسي الرعاية الصحية العامة. إذا كنت أنت أو طفلك تعانيان لإيجاد حل للمشكلة، فتواصل مع أصحاب الاختصاص لمساعدتك في هذا المجال.
لم يفت الأوان بعد
إذا كنت تلاحظ بأن طفلك يعاني من سلوك إدماني مع التكنولوجيا، فالآن هو الوقت المناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة. لم يفت الأوان بعد لإجراء تغييرات تنمّي عادات صحية لدى طفلك عند استخدام الأجهزة ووسائل التواصل الرقمية. هذا الجهد الذي تبذله في حل هذه المشكلة لن يفيد طفلك وعائلتك الآن فحسب، وإنما في المستقبل أيضاً.
قبل 5 سنوات
قبل 5 سنوات
قبل 5 سنوات
قبل 9 أشهر
قبل 9 أشهر
قبل 9 أشهر
قبل 10 أشهر
قبل 10 أشهر