هل وقت الشاشة المُفرط يعيد برمجة كيفية تفكير أطفالك وتعلمهم؟
الرئيسية الآثار السلبية للهواتف الذكية على الأطفال
هل وقت الشاشة المُفرط يعيد برمجة كيفية تفكير أطفالك وتعلمهم؟
محتوى المقال
  • تطور الدماغ والتعلم المبكر
  • التعلم وتطور الدماغ مع نمو الأطفال
  • مشاكل الصحة العقلية المتعلقة بوقت الشاشة وخاصة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
  • ما هو دليل قلّة النوم الجيد؟

أحدَثْ بحث حول كيفية تأثير وقت الشاشة المفرط على نمو دماغ الطفل وتعلمه قبل عشر سنوات كانت الآثار السلبية لوقت الشاشة غير معروفة.

 واليوم لا تزال هناك استفسارات، ولكن لدينا العديد من الدراسات البحثية التي تُظهر إمكانية حدوث مشاكل واضحة في مجالات نمو الدماغ والصحة العقلية والتعلم لدى الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة بإفراط.

- تطور الدماغ والتعلم المبكر: 

صحيح أنه يمكن للطفل التعرض للوسائط الرقمية في عمر دخول قسم الروضة من المدرسة فما بعده، ولكن الإجماع العام هو أن الأطفال الصغار للغاية لا يستفيدون من وقت الشاشة، بل - في الواقع - يمكن أن يضر بنموهم.

فالأطفال الصغار والأطفال في سن دخول قسم الروضة الذين يمضون أمام الشاشة وقتاً أطول في عمر 24-36 شهراً، يسجلون معدلاً ضعيفاً في اختبار النمو في عمر 36 و 60 شهراً. 

وأظهرت الدراسات أيضاً أن تعريض الرضع والأطفال الصغار للوسائط الرقمية بانتظام يمكن أن يؤثر سلباً على تطور مهارات اللغة والتفكير عندهم.

 التطبيقات ومقاطع الفيديو والألعاب السريعة التي توفر كمية عالية من التحفيز البصري والسمعي تزيد من مشاكل الانتباه والاندفاعية عند الأطفال. وقد أظهرت دراسة حديثة أن زيادة استخدام الوسائط القائمة على الشاشة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في المادة البيضاء في الدماغ مما يؤثر سلباً على تطور مهارات اللغة ومحو الأمية في الأطفال الصغار؛ وهذا يعني أن الإفراط في استخدام الوسائط الرقمية يمكن أن يغير بالفعل تركيبة الدماغ بطريقة قد تسبب مشاكل في النمو والتعلم في العديد من المجالات.

أما الأطفال في سن دخول قسم الروضة، فهم  عرضة أكثر لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) 

بسبب الاستخدام المفرط للجهاز. فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات والذين يقضون أكثر من ساعتين في اليوم أمام الشاشة تنطبق عليهم معايير اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بأكثر من 7 مرات من أولئك الذين يقضون ساعتين في اليوم أو أقل أمام الشاشة. وأظهر الأطفال الذين كانوا يقضون وقتاً أطول في استخدام الأجهزة ومشاهدة التلفزيون في سن الرابعة من العمر  مستويات أقل من الفهم العاطفي ومهارات الارتباط في سن السادسة.

 والذين لديهم أجهزة تلفزيون في غرفة النوم في سن الثامنة أظهروا مستويات أقل من الفهم العلائقي والعاطفي في سن الثامنة. يُقصَد بالفهم العاطفي قدرة الطفل على معرفة مشاعره الخاصة ومشاعر الآخرين وتفسيرها، وهذه المهارات مرتبطة جداً بالعلاقة والنمو العاطفي الاجتماعي. 

حتى النمو الحركي يمكن أن يتأثر سلباً باستخدام الجهاز المفرط، حيث أظهر البحث أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً على الأجهزة في مرحلة ما قبل المدرسة (قبل ٦ سنوات) لديهم مهارات يدوية ومهارات حركية أقل من أولئك الذين يقضون أمام الشاشة وقتاً أقل، ويمكن أن يعانوا من الآثار الصحية السلبية لانخفاض الحركة البدنية طوال اليوم. 

- ماذا عن التعلم وتطور الدماغ مع نمو الأطفال؟

مع تقدم الأطفال في السن، تستمر المخاوف بشأن تعلمهم ونموهم الاجتماعي. فقد أظهرت الدراسات أن قضاء وقت أطول على الأجهزة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أكاديمية أسوأ عند الطلاب الأكبر سنًا. قد يكون هذا بسبب تقليل الوقت الذي يقضيه الطالب في أنشطة التعلم مثل القراءة، ولكنه يرتبط أيضًا بمشاكل الانتباه المتزايدة التي تظهر عند الأطفال الذين يعانون من عادات الاستخدام المفرط للأجهزة. 

فالمراهقون الذين يستخدمون الوسائط الرقمية بشكل متكرر أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. من المهم ملاحظة أن هذا الاضطراب يَظهر عادةً في سنوات الدراسة الابتدائية. ولكن هذه الدراسة تظهر أن المراهقين الذين ليس لديهم تاريخ سابق لأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن يبدأوا في إظهار هذه الأعراض نتيجة زيادة استخدام الأجهزة.

- مشاكل الصحة العقلية المتعلقة بوقت الشاشة وخاصة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

 أصبحت هذه المشاكل مصدر قلق كبير في ما يتعلق بالأطفال في سن المراهقة وما قبلها. فقد ازدادت معدلات الاكتئاب والانتحار عند الأطفال في الصفوف 8-12؛ وأولئك الذين يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية في خطر أعلى بكثير من أولئك الذين يقضون وقتاً أطول في أنشطة لا علاقةَ لها بالشاشة.. فالمراهقون الذين يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون هم أكثر عرضة لانخفاض تقدير الذات والاكتئاب وغيرهما من أعراض مشاكل الصحة العقلية. وكل ساعة إضافية تُقضى على الوسائط الرقمية تزيد من احتمال حدوث هذه المشاكل. يبدو أن مقارنات الأطفال لأنفسهم مع الآخرين على هذه المنصات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض تقدير الذات عندهم، وبالتالي إلى الاكتئاب.

وأظهرت الدراسة نفسها أن الوقت الذي يقضيه الطفل وهو يلعب ألعاب الفيديو مع الآخرين لم يكن له هذه الآثار السلبية نفسها.

وأظهرت الأبحاث الحديثة أيضاً أمراً مقلقاً لجميع الأعمار، وهو أن الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية يمكن أن يؤدي إلى أسلوب حياة خامل وكسول، وبالتالي إلى زيادة الوزن أو السمنة وما يتعلق بها من مشاكل صحية، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

يرتبط أيضاً وقت الشاشة المفرط بمجموعة متنوعة من مشاكل النوم عند الأطفال. إن النوم الجيد ولوقتٍ كافٍ أمر بالغ الأهمية لنمو الدماغ السليم وللتعلم عند الأطفال. لذلك فإن فقدان النوم بسبب استخدام الجهاز هو مشكلة خطيرة. وقد أظهرت الدراسة أن استخدام الجهاز المفرط خلال اليوم يؤدي إلى السهر، وقلة النوم، وضعف نوعية النوم عند الأطفال في جميع الأعمار، من مرحلة ما قبل المدرسة حتى الثانوية العامة. 

ما هو دليل قلّة النوم الجيد؟ 

استخدام الأجهزة طوال الليل في غرفة النوم!! 

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن استخدام الأهل للتقنيات يؤثر على نمو الطفل وسلوكه وعلاقاته. إذ تُظهر الأبحاث أن الأهالي الذين يستخدمون الجهاز بكثرة هم عرضة أكثر لظهور مشاكل سلوكية عند أطفالهم. وهذا يعني أن اهتمامنا لا ينبغي أن ينحصر في مقدار الوقت الذي يمضيه الأطفال في استخدام الأجهزة الرقمية، وإنما أيضاً في تأثير استخدام البالغين المفرط للأجهزة على نمو أطفالهم وأدائهم. ويحتاج الآباء إلى أن يكونوا على دراية بالمخاطر لمساعدة الأطفال على تطوير العادات الرقمية الصحية التي تدعم نموهم في جميع المجالات.

- فيما يلي أهم ثلاث نصائح للدكتورة نيكول لضمان صحة طفلك الرقمية وتقليل ضرر الشاشات المحتمل:

- استخدم تطبيقات مراقبة الأهل للأطفال مثل Qustodio لتعيين أوقات ثابتة للشاشة ومراقبة المحتوى. 

- كن أنت نفسك مثالاً يُحتَذى للسلوك الرقمي الصحي، مثل عدم استخدام الهاتف المحمول على المائدة وإيقاف الأجهزة قبل النوم بساعة. 

- أَعطِ الأولوية للأنشطة غير الرقمية، كالقراءة والخروج إلى الطبيعة.

  • الكاتب : Dr. Nicole Beurkens
  • الناشر : آية جمال
  • ترجمة : ناهد ونوس
  • تاريخ النشر : قبل 4 سنوات
  • عدد المشاهدات : 2,615
  • عدد المهتمين : 302
المصادر
قالو عنا
مقالات ذات صلة
الصوم الالكتروني في رمضان

لم يعد يفصلنا عن رمضان إلا أيامًا معدودة، ويمكننا استغلال هذا الشهر الكريم في التخلص من ال...

معسكر الديتوكس الرقمي

أقام فريق "بلس فورتين" معسكر الديتوكس الرقمي في الفترة من 1 يناير إلى 30 يناير 2025، بهدف ...

تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال

مع التطور السريع الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، انتشر مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ والمقص...

الصمت حقًا من ذهب

بعد سنوات من العمل في مدرسة ثانوية كمعلم ومستشار، لاحظت بعض التغيرات في ثقافتنا التي جعلتن...