حمل الأولاد على التقليل من وقت الشاشة هو من أكبر التحديات التي يواجهها الأهل في أيامنا هذه. في ما يلي الوسائل الأربع الرئيسة التي يعتمدها الأهل للطلب من أولادهم إغلاق أجهزتهم وإطفاء الشاشة، مع نتائجها:
الأم/الأب: أغلق الهاتف
الطفل: لماذا؟
الأم/الأب: لأنني طلبت ذلك.
حصل هذا الأمر معنا جميعاً. فبسبب سأمِنا من ترديد نفس الكلام مراراً وتكراراً، نشعر أن الطلب بهذه الطريقة هو ملاذنا الأخير والوحيد لحَمْل أطفالنا على القيام بما نريد. ربما كان استخدام هذه الطريقة من حين لآخر لا يؤذي. ولكن إذا كان الاستبداد هو أسلوبك الدائم في التعامل مع طفلك، فعليك أن تكون أكثر حذراً، لأن جميع الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين نشأوا في بيئة استبدادية يتميزون بشخصية قلقة ولا يشعرون بالأمان. كما أن الطفل الذي ينفذ دائماً أوامر لا يفهمها يعتاد على الخضوع لما يُطلب منه وإطاعة الأوامر دون مراعاة احتياجاته أو اهتماماته.
أغلق الهاتف الآن! اتركه الآن وإلا. ! أغلقه ! أنت سيء! استخدام الصراخ وغيره من الطرق العدوانية للتواصل مع الطفل يولّد عنده الخوف وانعدام الشعور بالأمان، وينتج شخصيات تخاف للغاية من ارتكاب الأخطاء أو تخييب آمال الوالدين. وينتهي الأمر بمثل هؤلاء الأطفال إلى انعدام تقدير الذات.
لا يوجد أبداً وقت مناسب للصراخ أو الضرب أو السلوك العدواني. وإذا كان لديك مشكلة في السيطرة على هذا الجانب من شخصيتك، كما قد يكون الحال في أوقاتنا العصيبة، فيجب عليك طلب المساعدة!
"افعل ما تريد، لقد سئمت" ، "أنت ستجلب نهايتي".
هذه الأنواع من التعليقات تلقي باللوم على الطفل وتؤدي به إلى عدم الثقة بالنفس، وتجعله يعيش مع شعور بالذنب يخيم على كل شيء.
"سنقوم بإغلاق الهاتف المحمول. آسف ولكن لا يمكنك الاستمرار في المشاهدة لأن الإكثار منها ليس جيدًا لك. هل تريد أن نتحدث عن السبب؟ لأنه ليس جيدًا لعقلك أو لجسمك. عندما تقرأ كتابًا فإن عقلك يعمل، وعندما تلعب بالكرة فإن جسدك يعمل، وهذا أمر صحي وسيسعدك.
إن الطلب بهذا الأسلوب الهادئ والقائم على الحقائق ينتج عنه أطفال سعداء، واثقون بأنفسهم، ويحملون المسؤولية. إنه بلا شك أحد أفضل الأساليب الصحية لتربية أطفالنا، حيث نضع القواعد التي نأمل أن يتبعوها، ونأخذ بالحسبان أن هناك استثناءات لهذه القواعد فنساعدهم على العودة إلى المسار الصحيح.
أفضل طريقة هي الجلوس والتحدث مع أطفالك بهدوء مع شرح الأسباب أثناء النظر إليهم في أعينهم. الكثير من الأطفال لا يفهمون لماذا يجب أن لا يمضوا فترات طويلة أمام الشاشة وهم يرون والديهم ملتصقين بها طوال اليوم تقريبًا. الصراخ والغضب لا يحققان الهدف على المدى الطويل، بعكس الحوار.
بشكل عام، عندما نوضح الأسباب للأطفال، وعندما نثبت على مبادئنا أمامهم، يصبح اتباع القوانين أسهل عليهم.
كل الدراسات التي اطلعتُ عليها توصَلَت إلى نفس النتيجة: عندما يكون الأهل حازمين ولكن بهدوء، ويستمعون إلى وجهة نظر الطفل ويشرحون الأسباب التي تجعل هذا الأمر أو ذاك سيئاً بدلاً من معاقبتهم، فإن أطفالهم ينمون ليصبحوا أكثر سعادة وتحملاً للمسؤولية وتصميماً ونجاحاً، مع ارتفاع مستوى تقدير الذات عندهم.
علماً أن هذا النمط الهادئ مع إظهار الحقائق ينسحب على جميع النزاعات، ووقت الشاشة هو في الواقع فرصة رائعة لممارسة استخدامه.
أشجعك على الاستمرار في استخدام هذا الأسلوب الهادئ الواقعي مع إظهار الحقائق، وأن تكون صبوراً لأن جهودك ستتكلل بالنجاح في المستقبل.
قبل 5 سنوات
قبل 5 سنوات
قبل 5 سنوات
قبل 9 أشهر
قبل 9 أشهر
قبل 9 أشهر
قبل 10 أشهر
قبل 10 أشهر